-->

القراءة التوجيهية لمؤلف اللص والكلاب.

تمهيــــــد:

     شهدت الدراسات السردية في السنوات الأخيرة اهتمامات بما يسمى بالنص الموازي، ويقصد به تلك المقدمات أو العتبات الروائية /السردية التي يعكسها الغلاف ، والتي تتكون غالبا من اسم الكاتب والعنوان والتعيين الجنسي والصورة والنصوص المثبتة على ظهر الغلاف بما في ذلك الإشارة إلى دار النشر وسنة الطبعة.

  وكل هذه المكونات تعتبر "بابا" ننفذ منه إلى داخل المؤلف وكأنها بذلك تسبق المضمون إلى مخاطبة القارئ، لتعلن عن محتواه بطريقتها الخاصة. وحسب ذلك، فهي تقوم بمهمتي التقديم وإيحاءات التبليغ، بمعنى أنها تزين الكتاب، وتعطيه طابعا جماليا، وفي نفس الوقت ترسخ وظيفة تداولية تساهم في جذب القارئ واستقطاب اهتمامه  عن طريقة محاورة أفق انتظاره. وفي هذه المرحلة من القراءة الأولية(القراءة التوجيهية) سنحاول الوقوف على هذه العناصر علها تقدم لنا تمثلا أوليا عن المؤلف. 

-1- التعريف بنجيب محفوظ:

    هو نجيب محفوظ ولد بالقاهرة في 11دجنبر1911 وتوفي في 31 غشت عام 2006 عاش في قلب القاهرة وسط حي شعبي تعرف من خلاله على عادات وتقاليد الطبقة الشعبية حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1988 بدأ كتاباته القصصية سنة 1936 بشكل رسمي  واستمر في كتابة القصص والروايات، له إنتاج متنوع. ومن أهم أعماله: همس الجنون مجموعة قصصية، بداية ونهاية(رواية)، قصر الشوق، الطريق، حديث الصباح والمساء، اللص والكلاب.

مع ثورة 1952 سيتوقف نجيب محفوظ عن الكتابة اعتقادا منه أن الثورة حققت كل أحلام جيله ، وخلال تلك السنوات كانت تناقضات المجتمع الثوري الجديد تتجمع وتتراكم،ليكتشف أنه ليس بقيام الثورات وحدها تتحقق الأحلام، ولكن بمدى قدرة الذين قاموا بها على الوفاء لمبادئهم ، هكذا جاءت رواية "اللص والكلاب" وما بعدها لتمثل مرحلة الواقعية النقدية حيث ينتقد الواقع المصري الممتلئ بالمشاكل الاجتماعية كما ينتقد الشعارات الماركسية التي تميزت بالنفاق والانتهازية.

2-1- نوعية النص:

    ينتمي نص "اللص والكلاب" غلى جنس الرواية والرواية جنس أدبي حديث ظهر منذ القرن السابع عشر فهي نسيج مترابط من الأحداث والوقائع المحبوكة داخل نسيج السرد، هذه الأحداث تقوم بها مجموعة من الشخصيات  يتزعمها بطل وتتم في إطار أزمنة وأمكنة متنوعة وفق رؤية سردية معينة، وحبكة فنية محكمة، والرواية أكثر حجما من القصة وأعمق منها واشد تشابكا منها.

3-1-العنوان "اللص والكلاب":

  عنوان إخباري يختزل مجموعة من الأبعاد  و الدلالات والمتأمل في تركيبة هذا العنوان  يستنتج أن هناك صراعا بين طرفين:

اللص وما يحمله من معاني  السطو والاختلاس، فهو الذي يستولي على ممتلكات الغير بدون حق شرعي، وهي جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون.

الكلاب: وما تحمله من معاني الذل واالتبعية .

فغلى أي حد يترجم النص دلالات العنوان؟

يبدو من خلال العودة إلى مضمون الرواية ان اللص هو سعيد مهران بطل هذه الرواية وهو لص المنازل سيقود- عقب خروجه من السجن- حربا ضد الخيانة والغدر  وأن الكلاب هم رؤوف علوان وعليش ونبوية والسلطة،وهي رمز لقوى الشر والغدر والخيانة.

   ويتأكد هذا التوقع من خلال صوت البطل حينما حاصره المخبرون والبوليس "يا كلاب"

4) صورة الغلاف:

 إن المتأمل في صورة الغلاف سيجدها محملة ببعض الدلالات التي تنبض بها الرواية، فالغلاف يتشكل من امرأة خائفة تحتمي بإحدى البنايات وتحمل بيدها اليسرى هدية وبجانبها يدان ممتدتان تمسكان مسدسا وهناك "كلاب" مستعدة للمطاردة، أما الفضاء فهو مقبرة.

فكيف يمكننا ان نلملم شتات هذه الصورة؟ وما سبب هذه المطاردة  البوليسية؟ وما علاقة المرأة بذلك؟

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "القراءة التوجيهية لمؤلف اللص والكلاب."

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات