أنموذج الفرض للاستئناس (الجذوع المشتركة أدب)
الطفل الذي يناهز السنوات الأربع، اقتعد أرضا تتخللها
أعشاب شبه جافة في حديقة عامة، وقد اصطحبته هناك لعله ينسى أمه الغائبة ثم لحظته
وهو يرقب باهتمام شديد شيئا على الارض.
سألته : و ماذا رأيت ؟
قال: هذه..
وأشار إلى نملة .
ثم سألني إن كانت تلسع فأجبته بالنفي.
كانت نملة شقراء دقيقة تدب على الأرض بنشاط وأسعدني أنه
لاحظها في ساعة الغروب. وقد حاول بين تردد ووجل وفضول... حاول أن يلتقطها، لكنه
تراجع في النهاية ثم أخذ يلاحظها وهي تدفع قشة تعترض طريقها وقد تمكنت النملة من
زحزحتها، فيما الطفل يرمقها بإعجاب، حتى إنه حاول مديد المساعدة لها وصدرت عنه
همهمات تشجيعا لها. قال : إنها تدفع القشة برأسها . وافقته على ذلك . غير أنها لم
تلبث أن تعبت، فتركت القشة ومضت في سبيلها متثاقلة تتسلق الأعشاب وتبحث عن أرض
ممهدة.
حمل طفلي القشة ووضعها من جديد في طريق النملة ...
"سوف تفكر أنها قشة جديدة " قلت له ضاحكا، فلم يأبه لملاحظتي. دفعتها
مرة ومرتين إلى الأمام ثم تركتها وشقت لها طريقا جانبيا. ولما وضع الطفل مرة ثانية
القشة أمام النملة، عمدت إلى الدوران والانكفاء إلى الوراء .
قال إنها هربت . سألته : هربت منك ؟ فقال إنها لاتراه...
ثم قلت له إن القشة ثقيلة فلم يصدق (لم أقل له بالطبع
إنها قصمت ظهر البعير , فأنا نفسي غير مقتنع بذلك ) وقال إنها صغيرة جدا وخفيفة
جدا . فقلت له : لأن النملة هي أيضا صغيرة جدا وخفيفة جدا، فإنها تعجز عن دفع
القشة أمامها .
لم يصدق ولم يتمالك نفسه من الابتسام، ونهض واقفا وعيناه
مازالتا تحتفظان بلمعان الفضول، ليفتش مرة أخرى عن النملة والقشة،فصادف قشا كثيرا
ونملا كثيرا وحاول هذه المرة أن يدوسها . وقد نظر صوبي يسألني رأيي، وقبل أن أجيبه
تقدم منه فجأة جرو صغير لم نلحظه من قبل، وأطلق نباحا قصيرا أفزعه ، وسارعت سيدة
عجوز في المقعد المجاور صائحة على الكلب ودعته للعودة إليها وقد فعل . أدنيت صغيري
مني ومسدت على رأسه : الكلب لم يؤذك، إنه صغير لا يؤذي وأنت لم تؤذ النملة . فهز
رأسه بخوف وبدا على أهبت البكاء . وقد لاحظت أن السيدة في المقعد المجاور تسمعني،
تهز رأسها وتغمغم بكلام لم أسمعه، وتربت على الكلب بطريقة تشي بالتوبيخ والعطف معا
. وربما كانت تراقبني من البداية دون أن ألحظ ذلك، إذ كنت منشغلا طوال الوقت
بمراقبة الطفل، الذي يراقب نملة غافلة تجد في طلب رزقها .
(محمود الريماوي، مجلة نزوى، سلطنة عمان، عدد
29/يناير2002، ص:210.)
أولا:النصوص:8ن
1/حدد علاقة العنوان ببداية، وصغ فرضية القراءة1,5ن.
2/حدد الحدث العام للنص2ن.
3/ حدد شخصيات النص والعلاقة بينها 1.5ن
4/ ما أنماط الحكي الموظفة في النص؟مثل لها.1,5ن
5 /ركب أحداث النص، مبينا رأيك فيه.1,5ن
ثانيا: علوم اللغة:4ن
1/
ميز الخبر عن الإنشاء في الجمل الآتية، مبينا نوع الأسلوب الإنشائي2ن:
- رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي.
- قف للمعلم وفه التبجيلا.
- أنعم بالاجتهاد.
- بئس الكسل؟
2/انطلق من المقطع الآتي و حدد أهم المظاهر اللغوية و
المنطقية التي حققت بلاغة الإقناع فيه2ن:
"للعلم أهمية كبرى في حياة الإنسان، فهو ينقل صاحبه من ظلمات الجهل
إلى واحة الأنوار، وقد رفع ديننا الإسلامي من شأن العلم و العلماء، قل
تعالى:"هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون"، وقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم...فليحذر كل واحد منا من خطورة
الجهل، ومن سار على الدرب وصل..."
ثالثا: التعبير و الإنشاء:4ن
نصادف في
الحياة مواقف متعددة و تجارب مختلفة، استحضر موقفا بقي عالقا بذهنك لمشهد
ما(حادثة، رحلة (…انطلق مما اكتسبته من مهارات إنتاج نص حكائي و أسرد وقائع
هذا المشهد موظفا أهم مكونات النص السردي.) الأحداث – الشخصيات – المكان – الزمان –
الحوار – الوصف (…
رابعا: المؤلفات:4ن
توقفت في القراءة التوجيهية لمؤلف
"المباءة لمحمد عز الدين التازي"،على عتبة صفحة ظهر الغلاف،حدد دلالة
هذه العتبة ، وصغ أربع فرضيات لقراءة المؤلف انطلاقا منهما.
0 الرد على "أنموذج الفرض للاستئناس (الجذوع المشتركة أدب)"
إرسال تعليق