منهجية تحليل نص مقالي حجاجي الثانية باكالوريا أدب
منهجية
تحليل نص مقالي حجاجي
مرحلة
التأطير (تمهيد):
I-
ملاحظة
العتبات وصياغة الفرضية:
· التقاط العتبات النصية الدالة مثل التعريق بالكاتب صاحب
النص وظروف إنتاجه وعنوانه ومصدره وشكله الطباعي وبدايته ونهايته، وفي هذه المرحلة
من القراءة لا نجد فروقا كبيرة بين النصوص بصرف النظر عن نوعيتها، مع ضرورة
التركيز دائما على العتبات النصية الأكثر دلالة وتجنب العتبات المضللة أو المشوشة
التي تقود إلى صياغة فرضية بعيدة عن الصحة.
· صياغة فرضية أو أكثر حول نوعية النص ومضمونه،
والفرضية كما هو معلوم تبقى مؤقتة إلى حين الانتهاء من عمليتي الفهم والتحليل ثم
يتحقق من صحتها.
II-
الفهم:
· جرد الأفكار: إذا كنا في النص السردي نتعامل مع عنصر الحدث فإننا في النص الحجاجي
نتعامل غالبا مع عنصر الفكرة، ولهذا السبب فإننا نستهل مرحلة الفهم بقراءة النص
وشرح مضامينه ثم استخراج أفكاره بطريقة متسلسلة وبصياغة واضحة.
· إعادة إنتاج النص: بعد جرد الأفكار وفهمها تأتي
المرحلة الموالية وهي إعادة تكثيف مضامين النص في فقرة مركزة، وهذه العملية تمكننا
من قياس درجة تمكن المتعلمين واستيعابهم للمضامين والأفكار ، وهي فرصة كذلك
للاشتغال على مهارات التلخيص والتكثيف التي تطرح صعوبات كثيرة أمام بعض المتعلمين
لأسباب متعددة.
III-
التحليل:
بعد
جرد الأفكار وتكثيفها في مرحلة الفهم تأتي مرحلة التحليل، وهي أهم مراحل القراءة
وأطولها من حيث الغلاف الزمني، وفيها تتجلى بوضوح مميزات النص الحجاجي وآليات
اشتغاله الداخلية التي تمكنه من تحقيق غاياته ووظائفه، وتتضمن مرحلة التحليل
العناصر الآتية:
· الحقول المعرفية / الدلالية: النصوص الحجاجية هي نصوص
مقالية تعالج قضية معينة، وغالبا ما يوظف أصحابها أجهزة مفهومية يستند في بنائها
إلى حقول معرفية مثل التاريخ وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلم النفس وعلوم اللغة
والفلسفة والأدب وغيرها، والمطلوب في هذه المرحلة هو ضبط هذه الحقول والكشف عنها
وجرد الألفاظ التي تمثلها ثم تحديد العلاقة القائمة بينها ومبررات توظيفها.
· المنهج المتبع في معالجة القضية: في هذه المرحلة
يجب تحديد المنهج المتبع في معالجة القضية من خلال طريقة ترتيب الأفكار وشكل عرضها
وتسلسلها، وكما هو معلوم فهنالك طريقتان إما طريق الاستنباط الانطلاق من العام نحو
الخاص أو طريقة الاستقراء وهي الانطلاق مما هو خاص نحو ما هو عام.
· الحجج والبراهين: بما أن الأمر يتعلق بتحليل نص
حجاجي فمن الضروري استخراج الأساليب التي وظفها الكاتب في الدفاع عن أفكاره،
وتنقسم الأساليب الحجاجية إلى خمسة أساليب:
-
الحجاج
بواسطة الشرح والتفسير: وهو الأسلوب الأكثر توظيفا في النصوص الحجاجية ويتضمن عدة
آليات مثل التعريف والمقارنة والسرد والوصف والأمثلة والاستشهادات والإحصائيات.
-
الحجاج
بواسطة السلطة: ويتضمن السلطة المعرفية والعلمية والقانونية والدينية وغيرها...
-
الحجاج
بواسطة القيم: مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والحرية وغيرها.
-
الحجاج
بواسطة جمالية اللغة: في بعض السياقات التواصلية والتخاطبية قد تتحول وظيفة الصور
الشعرية من وظيفة جمالية إلى وظيفة حجاجية بحسب مقصدية المتكلم في علاقته
بالمتلقي، مثلا سياق المرافعة القضائية فحين يوظف المحامي صورة تشبيهية (هذا
المجرم يقتل ضحاياه مثل حيوان مفترس) فهذه الصورة التشبيهية ليس الغرض منها غرضا
ترك أثر وانطباع جمالي عند المتلقي بل إقناعه بفكرة معينة.
-
الحجاج
بواسطة التوكيد: عندما يكثر الكاتب من ذكر عنصر معين داخل النص أو يستعمل عبارات
التأكيد (مما هو أكيد – مما هو مؤكد – مما لاشك فيه...) فهذا يدخل في نطاق الحجاج
عن طريق سلوب التوكيد.
· الاتساق والتماسك النصي: نحدد مظاهر الاتساق والتماسك داخل النص من خلال
استخراج الروابط اللغوية مثل حروف العطف
وحروف الجر والضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وظروف الزمان والمكان
والروابط المنطقية مثل روابط الاستدراك (لكن- من ناحية أخرى- من جهة ثانية- إلا
أنه- في المقابل...) والاستنتاج (إذن- وبالتالي- استنادا على ماسبق نستنتج أن...)
والسببية (لأن- بسبب- لام التعليل والسببية...) والافتراض (قد- لو- لنفترض أن-
لنسلم جدلا أن...) والتوكيد (إن- أن- مما لاشك فيه- مما هو معلوم-مما هو مؤكد...).
· الانسجام النصي: بعد تحديد مظاهر الاتساق تأتي
المرحلة الموالية وهي تحديد آليات الانسجام النصي وذلك من خلال تكثيف مضامين النص
في بنى دالة صغرى (Microstructures signifiantes) تقبل بدورها التجميع في بنية دالة كبر أو جملة نواة للنص (Macrostructure
signifiante) عن طريق عمليات الدمج والتكثيف والاختزال
والحذف، فإن كانت أفكار النص ومضامينه تقبل هذه العمليات وتفضي في النهاية إلى هذه
النتيجة فذلك يعني أن ذلك النص منسجم من الناحية المضمونية والدلالية، وإذا لم
يقبل هذه العمليات فذلك يعني أن أفكاره متناقضة غير منسجمة ولا يمكن تجميعها.
بنية
دالة صغرى1 + بنية دالة صغرى2 + بنية دالة صغرى3 + بنية دالة صغرى4
بنية
دالة كبرى (جملة نواة)
· اللغة: تحديد خصائص اللغة التي كتب بها النص وهي في
الغالب لغة تقريرية واضحة ومباشرة ولا تحتمل إلا فهما وتأويلا واحد وتكاد تنعدم
فيها مظاهر الانزياح الدلالي والأسلوبي بالشكل الذي ينسجم مع خصائص
الكتابة المقالية ويخدم الوظيفة التواصلية والإخبارية والحجاجية للنص.
· الأساليب: نحدد الأسلوب المهيمن على النص وهو في
الغالب الأسلوب الخبري الذي يخدم الوظيفة التواصلية والحجاجية والإخبارية للنص مع
إمكانية حضور بعض الأساليب الإنشائية الطلبية أو غير الطلبية التي قد تؤدي مجموعة
من الوظائف داخل النص مثل التحكم في مسار الحجاج وتوجيهه خاص أسلوب الاستفهام.
IV-
التركيب:
· التحقق من صحة الفرضية وتركيب النتائج المتوصل
إليها في المراحل السابقة.
V-
التقويم:
· إبراز أهم الرسائل والمقصديات التي أراد الكاتب
تبليغها إلى القارئ.
· الحكم على قيمة الأدبية أو المعرفية للنص ودرجة
تمثيليته لخصائص جنسه الأدبي (خطبة – مناظرة- مقالة...) والوقوف على مدى تمكن
الكاتب من الإحاطة بالقضية ومعالجتها من كل أبعادها وجوانبها ورصد بعض المزالق
التي يمكن أن يكون قد وقع فيها.
0 الرد على "منهجية تحليل نص مقالي حجاجي الثانية باكالوريا أدب"
إرسال تعليق