-->

أغراض القصيدة العربية ( نص أدبي نقدي)




تمهيد:
عندما كان الشاعر الجاهلي يهمُّ بنظم قصيدة شعرية، كان يرمي من وراء قوله إلى غاية يسعى إلى تحقيقها، وهدف يتطلع إلى وصوله، ومقصد يتغيَّا نيله وبلوغه، فهو وقبل أن يلقي بالكلام في الأسماع كان يحمل رسالة وموضوعًا وغرضًا يصبو إليه؛ لذلك أثار نقاد الشعر العربي، قديمهم وحديثهم، إشكالية الغرض الشعري، عالجوها وقلبوها على أوجهها المتعددة، وربطوها بموضوعات الشعر، وحاولوا حصرها.
الغرض في اللغة:
يأتي الغرض في اللغة بمعنى الهدف والقصد والحاجة، جاء في قاموس لسان العرب: والغرض هو الهدف الذي ينصب فيرمى فيه، والجمع أغراض، وفي حديث الدجال: ((أنه يدعو شابًّا ممتلئًا شبابًا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض))، الغرض ها هنا: الهدف.
وفي الاصطلاح:
الغرض هو الهدف الموضوع نُصب العين، وهو ما نسعى إليه ونتُوق بلوغه، والشاعر العربي القديم لم يكن ينظم قصائد شعرية - مطوَّلة في كثير من الأحيان - من دون أن يكون له هدف مرسوم يرمي إليه، بل كان قوله خطة مدروسة، محكمًا ومقننًا، ينطلق فيه من مقدمة يصل بها إلى نتيجة وخلاصة وغاية تختلج نفسيته وتدفعه إلى القول والنظم، وقد ذكر صاحب كتاب الشعر والشعراء أن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار، فبكى وشكا، وخاطب الربع واستوقف الرفيق؛ ليجعل ذلك سببًا لذِكر الظاعنين عنها؛ إذ كان نازلة العمد في الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة المدر؛ لانتقالهم عن ماء إلى ماء؛ لانتجاعهم الكلأ، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان، ثم وصل ذلك بالنسيب[]....  إلى آخر مقولته التي يبين فيها سبيل صناعة الشعر الجيد.

ملاحظة النص وتأطيره
صاحب النص: هو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213ه267ه)...
نوعية النص: نص عبارة عن مقالة أدبية....
مصدر النص: مأخوذ من كتاب الشعر والشعراء....
العنوان : يتركب من خبر لمبتدإ محذوف ومضاف إليه، ونعت يدل على فنون أو هداف القصيدة العربية..
فهم النص:
الشروح اللغوية:
أغراض: أهداف فنون
الظاعنون: المرتحلون
أفكار النص: 
افتتاح الكاتب النص ببيان افتتاحية القصائد القائمة على الطلل ، واستعراض خصائص المقدمة الغزلية من قبيل استمالة القلوب ،وحديثة عن غرض وصف الرحلة والراحلة .
انتقال الكاتب إلى تناول ضرورة الموازنة بين أغراض القصيدة العربية.
اختتام النص بضرورة التزام الشعراء الجدد بمنهج الشعراء القدامى.
تحليل النص:
المعجم:
يتوزع معجم  على حقلين دلاليين حقل نقدي" أغراض القصيدة مقصد القصيدة مذهب..."، وحقل أدبي" الشعراء الرحلة المدح الهجاء ..." ، والشاعر وظف الحقلين باعتبار أن موضوع النص جنس أدبي ، وهو القصيدة،تناول بالنقد من خلال تحديد أغراضه، لدا فبين الحقلين ترابط وتكامل.
بناء النص:
تأسس النص على مقدمة تطرق فيها الكاتب الى مصدر معلوماته وأفكاره ، أما العرض فخصصه الكاتب لإبراز أغراض القصيدة العربية، والتأكيد على ضرورة الموازنة بين الأغراض ، لتكون الخاتمة دعوة للشعراء المحدثين للحفاظ على بنية القصيدة العربية وأغراضها.
الإطار الحجاجي:
لجأ الكاتب في نصه إلى مجموعة من الحجج كالمنطقية" لما قد جعل الله في تركيب .."، وتاريخية " وسمعت بعض أهل الأدب أن مقصد..." ،واستشهادية" وقال نصر:..."،وكلها تصب في صالح التأكيد على أغراض القصيدة العربية ، وإقناع القارئ بها..
لغة النص:
إن المتأمل للنص يلاحظ هيمنة واضحة للجمل الخبرية" وسمعت..فالشاعر، يكفيك..." ، بينما الجمل الإنشائية ضئيلة في النص" ما لك لاتطيل الهجاء؟..."، ولعل ذلك ينسجم وموضوع النص وهو تحديد أغراض القصيدة العربية ، ومميزاتها.
 التركيب:

النص مقالة أدبية نقدية تندرج ضمن أغراض الشعر العربي ، تحدث فيها ابن قتيبة عن أغراض القصيدة العربية التي تشكل أساس بنائها ، مؤكدا ذلك بمجموعة من الحجج المتنوعة كالمنطقية والواقعية والتاريخية ، لمحاولة إقناع القارئ بأهمية الالتزام والموازنة بين هذه الأغراض ، والحفاظ على شكل القصيدة العربية ، وضمان استمرار جماليتها وامتيازها عند العرب

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "أغراض القصيدة العربية ( نص أدبي نقدي)"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات