-->

المتن الحكائي للمؤلف





  يفتتح عبد المجيد بن جلون روايته في الطفولة بالحديث عن أيام ولادته وكيف شرع في الحياة ثم يروي لنا حكاية سفره إلى إنجلترا بمدينة مانشستر بالضبط حيث بدأ حياته في أجواء باردة في إنجلترا وكهذا بدأ يندمج شيئا فشيئا مع هذه الأجواء الغامضة وتعرف على عائلة باترنوس المتكونة من أربعة أفراد هم كالاتي : (جورجي، أندريه، أنجي، ميلي) فأصبحت البنت البكر ملاذا لعبد المجيد بن جلون حيث ارتاح لها وحكى لها عن كل مشاكله و أسراره بسبب موت والدته المتشبثة بالقيم الإسلامية وفقدانه لها ولكن مانشستر بروعتها وجمالها واخضرار حدائقها ونظافة شوارعها جعلته ينسى مشاكله وينصرف إلى اللهو واللعب بدون أن يفكر بأي شئ يحصل حوله وكانت سعادته وفرحته أكبر عندما كان يزور " بلاك بول" مدينة ملاهي لكن سرعان ما تحولت هذه الفرحة والسرور إلى خوف وحزن ومعاناة كبيرة حيث رأى القطار السريع يسقط وتنهار سكته ويسقط منه الناس  ولكن لم تدم عطلته فعاد إلى مانشستر التي يطول فيها الشتاء البارد إلى درجة كبيرة جعلته يعتقد بأن الشمس لن تشرق فيها أبدا .وبدأ الطفل يكبر مما جعل أبوه يدخله المدرسة رغما عنه لإجبارية التعليم في إنجلترا ليبتدئ حياة جديدة (الدراسة ) لكن المدرسة جعلته يشعر بأنه مقيد ومحروم من قضاء النهار مع ميلي التي طالما يستمتع بالحديث معها و مرافقتها لما وجده فيها من حنان وطيبة قلب ونبل .ولكن طيف الموت يلاحقه دوما حيث سلبه أمه في البداية قبل أن تلتحق بها أخته الصغيرة .هذا الطفل الذي عاش في بيئة لا تنتمي إلى تراب الوطن فإذا به يعجز عن التواصل مع أهله لعدم إتقانه اللغة العربية ولم يشكل هذا حاجزا كبيرا لاسيما ما اندمج مع أهل بيئته فتعرف على أصدقاء جدد سيخوض معهم مغامرة الحياة فتحولت هذه الفرحة إلى مرض نفسي (موت أخته ثم ابنة عمه زهور ) التي شكلت له رمز العقدة ولكنها كانت كراهيته وحسده هو السبب الذي قتل به المسكينة حيث تجاوز هذا المرض النفسي إلى المرض المادي الذي عانى منه طويلا لهشاشة بنيته الجسمية
ثم الانتقال إلى فاس "جامعة القرويين" وبداية دخول غمار العلم والتأثر بأساتذتها المشكورين.
حيث سينغمس عبد المجيد في القراءة والإلمام بالأدب العربي وشعر أحمد شوقي الذي ترك فيه أثرا بالغا 
كما سيدخل هذا الشاب في متاهة الحب حيث سيغرم بابنة عمته ولكن سرعان ما سيتبدد هذا الشعور الجميل لأن أبنت عمه خطبت من طرف رجل.ثم يبدأ حنين هذا الشاب إلى مصر بلد الإبداع والشعراء المرموقين وهكذا انطلق في مسيرته الطويلة التي جعلت منه كاتبا مغربيا كبيرا اسمه "عبد المجيد بن جلون . وقد أظهر الكاتب تفوقه الكبير عندما نشر مقالا في جريدة مشرقية عن أدباء المغرب، فبدأ شيوخ جامع القرويين ومثقفوه يطالبونه بالكتابة عن إبداعاتهم و التعريف بأعمالهم وذكر مكانتهم في الأدب المغربي ، بينما يعيب عليه الآخرون أنه تجاهلهم ولم يشر إلى أسمائهم في مقاله الأدبي النقدي القيم. وبعد ذلك، سيصبح الفتى كاتبا معروفا ذائع الصيت، له شهرة كبيرة في مجال الكتابة والنشر.
وسيقرر الكاتب السفر إلى مصر على غرار أصدقائه كعبد الكريم بن ثابت وعبد الكريم غلاب لاستكمال الدراسات الجامعية العليا في قسم الآداب والصحافة بعد حصوله على جواز السفر وعبوره لمنطقة الحدود المغربية الجزائرية بعد أن تخلص من كتاباته الوطنية، ولاسيما قصيدته الشعرية الوطنية التي لو وصل إليها شرطي الحدود لكانت الأمور أكثر تعقيدا و لأثرت على مستقبله الدراسي جملة وتفصيلا. وتنتهي طفولته بوصوله إلى القاهرة لتكون آخر محطة ضمن طفولته التي عرفت مسارات عدة تجمع بين الألم والأمل وبين الفرح والحزن. ويقول الكاتب معلقا على طفولته في آخر فصل من فصول الكتاب:" وبعد، فإن قصة طفولتي يجب أن تقف هنا، وإن امتدادها هذا نفسه فيه كثير من التجاوز، ولكن لم يكن من اللائق وقف الحديث قبل انتهاء مرحلة، وقد انتهت المرحلة التي أتحدث عنها بسفري إلى مصر، ولذلك فإن من المناسب أن أمسك ، فإن عالما ثالثا قد امتد أمامي لا أستطيع أن أزعم فيه أني كنت طفلا.".                                                                                                                                 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "المتن الحكائي للمؤلف"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات