أمثلة
الانطلاق:
1ـ قال تعالى: "كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ
لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ.."
إذا تأملت المثال الأول في الآية الكريمة وجدت أن لفظي " الظلمات ـ والنور" استعملتا استعمالا مجازيا لغويا، حيث استعيرت
( الظلمات)، للدلالة على الغي والضلال، و" النور" على
الهدى والإيمان ، لعلاقة المشابهة ما بين الظلمة والضلال، وبين النور والإيمان،
والقرينة هنا حالية، أي تفهم من خلال السياق.
وهذا الاستعمال _كما ترى _ من
المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، واستعير بدله لفظ
المشبه به، وعلى هذا فكل مجاز من هذا النوع يسمى "استعارة"
ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة
"استعارة "تصريحية"
2ـ يقول المتنبي: وَأَقْبَلَ
يَمْشِي فِي البِسَاطِ فَمَا دَرَى..
إلَى البَحْرِ يَسْعَى أَمْ إِلَى البَدْرِ يَرْتَقِى
هناك مجازان لغويان: حيث استعمل الشاعر كلمتي
" البحر والبدر" في غير معناهما الحقيقي للدلالة على الممدوح لعلاقة
المشابهة، لأننا حين نريد الدلالة على شدة الكرم نشبه الشخص بالبحر، كما نشبهه
بالبدر لإشراقه وبهائه، أما القرينة هنا ( أقبل يمشي في البساط)، وبما أن المشبه
به في هذه الاستعارة مذكور، فالاستعارة
" تصريحية "
الاستنتاج 1:
الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح
فيها بلفظ المشبه به ( المستعار منه)، مع حذف المشبه ( المستعار له)
3 ـ يقول دعبل: لاَ تَعْجَبِي يَا سَلْمُ مِنْ رَجُلٍ
ضَحِكَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ فَبَكَى
4 ـ ويقول شاعر: وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان
المثال
|
المستعار له
|
المستعار منه
|
الجامع
بينهما
|
القرينة
|
3
|
المشيب
|
الإنسان ( محذوف)
|
الوضوح والإشراق
|
ضحك
|
4
|
العناية
|
المرأة ( الأم)
|
الحماية
|
لاحظتك عيونها
|
وإذا تأملت
المثال الثالث ستجد أن كلمة (المشيب)، استعملت استعمالا مجازيا استعاريا، حيث
تخيل الشاعر أن المشيب قد تمثل في صورة إنسان فشبهه به ثم حذف المشبه به وهو
(الإنسان)، ورمز له بشيء من لوازمه وهو (الضحك)، ولما كان لفظ المشبه به في هذه
الاستعارة محذوفا فالاستعارة تسمى " استعارة مكنية"
ومثل ذلك ينطبق على المثال الرابع الذي تضمن مجازا لغويا استعاريا في كلمة (
العناية )، ثم حذف المشبه به (المرأة)، ورمز له بكلام يناسبه ويدل عليه
وهو ( لاحظتك عيونها)، وحيث إن لفظ المشبه به محذوف فالاستعارة مكنية
الاستنتاج 2:
الاستعارة المكنية: وهي التي
يحذف فيها المشبه به، (المستعار منه)، أو المستعار منه، ويرمز إليه أو يكنى عنه بشيء
من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه.
|
خلاصة:
الاستعارة
مجاز لغوي علاقته المشابهة، وهي أيضا تشبيه حذف أحد طرفيه، وهي نوعان:
ـ الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به ( المستعار منه)،
مع حذف المشبه ( المستعار له)
ـ الاستعارة المكنية: وهي التي يحذف فيها المشبه به، (المستعار منه)، أو المستعار منه، ويرمز إليه أو يكنى عنه بشيء
من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه.
ـ القرينة في الاستعارة إما " لفظية"
تلحظ في العبارة، أو"حالية" تفهم من سياق الكلام.
0 الرد على "الاستعارة (أولى علوم)"
إرسال تعليق