نموذج النص النظري
النص:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ الأوزان الحرة
تتيحُ للشاعر العربيّ المعاصر أن يهرب من الأجواء الرومانسية إلى جو الحقيقية
الواقعية. وقد تلفّت الشاعر إلى
أسلوب الشّطرين فوجده يتعارض مع هذه الرغبة عنده، لأنه من جهة، مقيّدٌ بطول محدود
للشطر وبقافية موحّدة لا يصحّ الخروج عنها، ولأنه من جهة أخرى حافلٌ بالغنائية
والتزويق والجمالية العالية.
أما القيود
التي تضيِّق آفاق الأوزان القديمة، فهي تلوح
للشاعر المعاصر ترفا وتبديدا للطاقة في شكليات لا نفع لها، في وقت ينزع فيه هذا
الفرد إلى البناء والإنشاء وإلى إعمال الذهن في موضوعات العصر. إنه يكره الرّصانة
والهيبة أكثر مما يطيق، ولعل الرصانة الشديدة منفّرة للذهن العامل الذي يؤيد
البناء، وذلك لأنها تقيّد الحركة. والشاعر يريد أن يتحرك ويندفع. إن مشكلات العصر
تناديه وهو لا يجد وقتا لترف القيود وبَطَر القافية الموحّدة. وأمّا لماذا يصلُح
الشعر الحرّ للتعبير عن حياة ليس الجمال الحسيّ غايتها العليا، فلأنّه يخلو من
رصانة الأوزان القديمة ويجعله غايته التعبير لا الجمالية الظاهرة.
إن
الشاعر الحديث يجب أن يثبت فرديته باختطاط سبيلٍ شعريّ معاصر يصبّ فيه شخصيته
الحديثة، التي تتميز عن شخصية الشاعر القديم، إنه يرغب في أن يستقلّ ويبدع بنفسه
شيئا يستوحيه من حاجات العصر.
إن من
طبيعة الشعر المعاصر أن يجنَح إلى النفور مما أسميه بالنموذج في الفن والحياة.
وأٌقصد بالنموذج اتّخاذ شيء ما وحدةً ثابتة وتكرارها بدلا من تغييرها وتنويعها،
لقد كان الشطر أو البيت يتّخذ وحدة ويحافظ الشاعر على عزلة هذه الوحدة مراعيا
المسافات المضبوطة بينها وبين سائر الوحدات التي يكررها إلى نهاية القصيدة.
لم تكن
حركة الشعر الحر إذن إلا استجابة لهذا الميل على الخروج على فكرة النموذج المتسق
اتساقا تاما، والواقع أنّ الحياة نفسها لا تسير على نمط واحد ولا تتقيّد بنسبة
ثابتة في أحداثها، وإنّما تجري بلا قيدٍ...ولذلك ثار الشاعر المعاصر على أسلوب
الشطرين وخرج إلى أسلوب التفعيلة وبات يقف حيث يشاء المعنى والتعبير.
قضايا الشعر المعاصر،
نازك الملائكة، دار العلم للملايين، بيروت لبنان، 1983م، ص 56 وما بعدها بتصرّف
النصوص: (14ن)
حلّل
المقالةَ أعلاه تحليلا متكاملا، من خلال السّير على هُدى الخطوات التالية: (14ن)
- وضعُ النّصّ في سياقه
الثقافيّ (2ن).
- استخراج
القضية الرئيسيّة والأفكار المرتبطة بها (2ن).
- بيان
الدواعي التي دفعت الشاعر المعاصر إلى الخروج على النّموذج (2ن)
- بيان
الطريقة المعتمدة والأساليب الموظّفة (4ن).
- تركيب
النتائج، ومناقشة قول الناقدة" وخرجَ إلى أسلوب التفعيلة وبات يقف حيث يشاءُ
المعنى والتعبير"(4ن).
المؤلّفات: (6ن)
جاء في مؤلّف
"ظاهرة الشعر الحديث" للمجاطي، ما يلي :
"
إنّ الصراع بين الموت والحياة في تجربة الشاعر الحديث يعني في آخر الأمر الصراع
بين الحرية والحبّ والتجدد الذي يجعل الثورة وسيلته، وبين الحقد والاستعباد والنفي
من المكان والتاريخ".
ظاهرة الشعر الحديث ،
شركة النشر والتوزيع ، المدارس ، الدار البيضا ء،
الطبعة الثانية ، 2007 م ، ص 190
انطلق من المقولة
أعلاه واكتب نصّا متكاملا تناقش فيه ما يلي:
- وضعُ
المقولة في سياقها العام من المؤلّف (2ن).
- مدى قدرة
الشاعر الحديث على التعبير عن إمكانية الولادة والتجدّد، مع تقديم الاستشهادات
الضرورية (2ن).
- تأثّر الشاعر الحديث بواقعه وتأرجحه بين الأمل
واليأسِ، بين ذلك من خلال التركيز على تجربتي خليل حاوي وعبد الوهاب البياتي مع الاستشهاد (2ن).
بالتوفيق..
0 الرد على "نموذج النص النظري"
إرسال تعليق