-->

نص حواري لتوفيق الحكيم إخلاص متبادل






نص حواري لتوفيق الحكيم

تقديم حول الحوار :

الحوار طريقة من طرائق التعبير المختلفة في موضوع معيّن بين شخصين أو أكثر، وتقتضي هذه الطريقة تعاقب المتحاورين على الكلام لتحقيق الهدف المتوقّع. و يُعتبر الحوارمثل السرد و الوصف أداة من أدوات الحكي. و يتخلل الحوار أنواع النصوص المختلفة من قصص و روايات مسرحية بيد أنه يُعتبر وسيلة أساسية في المسرح و خاصية مميزة له.

تقديم النص :

النص الذي بين أيدينا نص حواري مسرحي للكاتب المصري توفيق الحكيم المزداد بالإسكندرية سنة 1878. له أعمال كثيرة نذكر منها: أهل الكهف، أوديب ملكا، و مسرح المجتمع الذي اقتطفنا منه هذا النص.

ملاحظة النص :

لقراءتنا للجملتين الأولى و الأخيرة من هذا الحوار أمكننا أن نفترض أن موضوع النص سوف يتمحور حول رغبة الزوج في تأمين على حياته لفائدة زوجته بعد مماته. لكن ظهور الفتاة فجأة أفشل هذه العلاقة الزوجية من أساسها، و بناء عليه فإن المسرحية تعتبر مرآة عاكسة للوضع الإجتماعي المتردي للحياة الزوجية الهشة.

فهم النص :

الوحدات الدلالية للنص :

1- توقيع الزوج لعقد التأمين على حياته لفائدة زوجته بعد مماته.

2- اشتراط الزوج إخفاء أمر العقد على زوجته لأنها رقيقة الشعور و لاتقدر على تحمّل الخبر.

3- دخول الفتاة و إشهارها المسدس في وجه الزوجين أفسد علاقتهما الزوجية و أظهر أن إخلاصهما غير متبادل و إنما مزيف.

4- انفراج أزمة سهام و قتل الحياة الزوجية بين الزوجين بعد إطلاق هباب البارود.

تحليل النص :

المعجم :

الحقول الدلالية للنص :

حقل الخوف و الصراع

حقل الإخلاص

بخوف - يزعجها - مسدس - رصاصة - يؤرقها...

السعد - الإخلاص - مبروك - موتي قبلها - أنا أشدّ منها انزعاجاً...

نلاحظ هيمنة حقل الخوف و الصراع الذي يحيلنا على حقيقة مشاعر الزوجين الموصوفة بالسّلب و انعدام الإخلاص.
أدوار الشخصيات الرئيسية :
تكتمل أدوار الشخصيات في الحوار المسرحي عن طريق التدرج، و هذا ما نلاحظه في دوري الزوج والزوجة اللذان كشفا عن حقيقة مشاعرهما في نهاية الأحداث المسرحية.
الشخصية الثالثة "المندوب" الذي يبدو أنه كان مدركاً لحقيقة هذه العلاقة المزيفة بين الزوجين من خلال العبارات التالية: "إخلاص متبادل".."اطمئن".."إذا توفيت أرملتك قبلك".."لن أدخل هذا البيت قبل أن أؤمن على حياتي لمصلحة الأولاد". والملاحَظ أن هذه العبارات تدلّ على التعجب و السخرية.
الإشارات المسرحية:
الإشارات المسرحية هي الجمل الواردة بين قوسين، و يكتبها الكاتب لمساعدة المخرج على إخراج مسرحيته، و يمكن تقسيم هذه الإشارات إلى:


§         إشارات إلى الممثل (وهو يلقي على العقد نظرة أخيرة - فزعاً - مأخوذة )

§         إشارات إلى المخرج فيما يتعلق بالديكور أو بالجمهور.

علامات الترقيم:
تكتسي علامات الترقيم أهمية خاصة في الحوار المسرحي. و من جملة ذلك احتواء النص على:    !    ؟    :     ،     .     ...
و الهدف من ذلك هو تنظيم حوارات الشخصيات و ترتيب أدوارها.
العبارات و الألفاظ المكررة ودلالتها في النص:
من العبارات التي تتكرر في النص: الوفاة - إمضاء - إنها تكذب - الرصاصة - قتلت...
و الهدف من هذا التكرار هو تأكيد محتوى  الخطاب الحواري.
البنية الأسلوبية في النص:
يسيطر على النص أسلوبان هما الأسلوب الخبري و الأسلوب الإنشائي:


§         الأسلوب الخبري : "إذا مت فإن زوجتي تقبض ألفي جنيه" - "لن يبلغها شيء من جهتنا"...

§         الأسلوب الإنشائي: "أيها المندوب" - "لا يا سهام"...

والغاية من ذلك هو التعبير عن حقيقة الزوجين و تجسيد حالتهما النفسية ومواقفهما الذهنية.

 التركيب:

يعالج النص ظاهرة اجتماعية تتميز بالهشاشة و هي العلاقة بين الزوجين. حيث قدم لنا من خلال هذا النص صراعاً بين الزوجين انتهى بتعرفنا على حقيقة مشاعر كل طرف تجاه الآخر و ذلك بأسلوب ممتع اعتمد فيه على الصور البلاغية ليقربنا أكثر من هذه الظاهرة الاجتماعية. 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "نص حواري لتوفيق الحكيم إخلاص متبادل"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات