أ ـ الوحدات الفكرية :
يمكن تقسيم
القصيدة على الشكل التالي:
ـ الوحدة الأولى من البيت 1
إلى البيت 5، وقوف الشاعر على الأطلال
من خلال توجيهه الخطاب لمحبوبته وإعلامها باليقين الذي تحمله معلقته.
ـ الوحدة
الثانية: من البيت 6 إلى آخر النص، افتخار الشاعر بقبيلته موجها خطابا إلى الملك
عمرو بن هند ليبرز له مظاهر الانتصار في الحروب مشيدا بأبطال وفرسان قبيلته مع
تهديد ضمني من خلال عرض صفات القوة والجهد والنسب الشريف.
ـ االقصيدة افتخارية
بامتياز وتعكس الشعر الذي يتجه إلى الجماعة، وهي نموذج للضمير الجمعي الجماعي.
فالشاعر كما يظهر من خلال جملة من التركيبات الدلالية والمعنوية أنه يتكلم بلسان
الجماعة وذلك من خلال افتتاحه القصيدة بالبحث عن الخمر ليبرهن لنا المكانة التي تحتلها
قبيلة تغلب، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الافتخار بقومه والإشادة ببطولاتهم وبقدرتهم
على التحدي والرد بالقوة على الخصوم والأعداء والتباهي بقبيلته أمام القبائل
الأخرى. التحليل:
تداخلت في النص حقول معجمية مختلفة، اللهو
والمتعة والتحدي من جهة، والافتخار بالقبيلة من جهة ثانية ويمكن جردها على الشكل
التالي:
|
حقل الحرب والتحدي
|
حقل الافتخار بالقبيلة
|
بصحنك، الظعينة، الصرم، الصبوح، هبي، قفي،
|
أيام غر طوال ، بيوم كريهة ضربا، وطعنا، الخيل عاكفة، ننقل
رحانا، أنزلنا بيوتا، ألا لا يعلم الأقوام أنا،
|
نصدرهن حمرا قد روينا، هرت كلاب الحي منا، عصينا الملك، ورثنا
المجد، قريناكم، نمنع من يلينا ...
|
ـ نلاحظ هيمنة حقل الافتخار بالجماعة مقارنة مع حقل
الحرب، بدليل أن المعجم المهيمن هو
الفخر، على القصيدة، وهو ما يظهر مدى
شجاعة وقوة قبيلة تغلب بالرغم من أن الشاعر استعمل ألفاظا مرتبطة بالذات فهو من
خلالها يبرز لنا أن هناك ما هو أسمى وأرقى من الخمر والمرأة وهو مجد وقوة وشجاعة
قبيلة تغلب. أما العلاقة بين الحقول فهي
علاقة تكامل وتداخل لأن القوة في الحرب فيها افتخار بالجماعة
|
الصورة الشعرية:
إن أهم ما يميز هذه الصورة
الشعرية أنها صورة حربية بامتياز، صورة دموية تقوم على أشلاء القتلى الذين يبدون
كالطحين، صورة قوامها السيف والرمح والفرس والضرب والطعن، مستمدة من البيئة
البدوية الرعوية التي تقوم على السيف من أجل البقاء. فعمرو بن كلثوم اعتمد في
قصيدته على التصوير الحسي في تشكيل صورته، ففي ثنايا القصيدة تستوقفنا جملة من
الصور البلاغية من قبيل الاستعارة في البيت 7، 10، و11، و12، والتشبيه في البيت
13... جميع هذه الصور استطاعت أن تبرز شجاعة القبيلة كما خدما القضية الأساس وهي
إبراز مفاخرها.
الأساليب:
على مستوى البنية الأسلوبية نلاحظ هيمنة الجمل الفعلية المضارعة في مختلف
الأبيات للتأكيد على حالة الاستمرارية في صفات الغزو والعظمة والانتصارات ... (
نصدرهن، ننقل، نورد ..) ، كما نجد أنها ارتبطت بضمير المتكلم الدال على الجماعة وذلك
لإبراز أن القصيدة تتجه بالدرجة الأولى إلى الجماعة، فالقصيدة إذن هي تاريخ وسجل
قبيلة تغلب وهي لسان الجماعة. كما وظف الجمل الاسمية في سياق التحدث عن سمات ثابتة
في قبيلته، وهي القوة والمجد القديم لتأكيد البطولة.
كما نلاحظ هيمنة الأسلوب الخبري لأن الغرض هو الفخر، مع وجود الأسلوب الإنشائي
المتمثل في الأمر في الأبيات 1 و 2 و 3، والنداء في البيت 6.
الإيقاع:
نظم الشاعر قصيدته على وزن بحر الوافر التام: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ... ست
مرات
أصاب العروض والضرب( القطف) (فعولن) وهو زحاف
جارٍ مجرى العلة، كما اعتمد على وحدة الروي هو( النون )، وقافية مطلقة
( رينا).
أما على مستوى الإيقاع الداخلي، نجد تكرار مجموعة من الأحرف، مثل: الواو وهو حرف
يفيد العطف والتعاقب ، وكذلك تكرار حرف الألف الذي ساهم في امتداد صوت الشاعر وحرف
النون. وتكرار بعض الكلمات من قبيل: " الطعن وهو من السمات المميزة لرجال
ونساء قبيلة تغلب.
الطباق: نورد/ نصدرهن/ يجهل/ يعلم / اليوم/ غدا بيضا/ حمرا.
التركيب: وتأسيسا على ما سبق، نخلص
إلى أن القصيدة الشعرية عبرت عن النفس
الملحمي الذي يتميز به الشاعر في دفاعه عن قبيلته أمام ملك الحيرة ليبرز مكانة الذات الاجتماعية، وذلك
بواسطة الأسلوب القصصي شعرا واللغة السلسة والصور المتنوعة والإيقاع المنسجم.
|
0 الرد على " 1.باك آداب المادة: اللغة العربية المكون: النصوص : نموذج من الشعر الجاهلي، عمرو بن كلثوم ( البحث عن اليقين )"
إرسال تعليق