منهجية تحليل نص نظري أو فكري أو نقدي أو مقالي.

      وتتطلب مهارة تحليل نص أو مقالة أدبية أو فكرية أو نص مقالي يتناول أحد المناهج النقدية )تاريخي، اجتماعي، بنيوي...) اتباع الخطوات المنهجية التالية:

I-                   مقدمة: (عبارة عن تأطير إشكالي يتضمن مهارة التقديم والملاحظة) .

     نؤطر فيها النص بوضعه في سياقه الأدبي و التاريخي... وذلك بالتعريف بنوع الخطاب الذي يمثله النص (إحياء النموذج، سؤال الذات، تكسير البنية، تجديد الرؤيا، قصة، مسرحية، مقالة...)أو بالتعريف بنوع المنهج المتحدث عنه أو المطبق في دراسة نقدية تحليلية أو تفسيرية إن كان النص يدخل ضمن أحد المناهج النقدية الحديثة، وذلك بإبراز خصائصه وعوامل ظهوره عربيا، مع ذكر أهم رواده بما فيهم صاحب النص بعد ذلك نطرح مجموعة من الأسئلة الإشكالية التي سنجيب عنها في العرض من قبيل إلى أي حد يمثل هذا النص الخطاب الذي ينتمي إليه؟ وما الخصائص الفنية والأسلوبية الموظفة فيه؟ كما ننطلق من بعض المؤشرات أو العتبات النصية( العنوان، صاحب النص، مصدره، شكله، بدايته ونهايته...) لبناء فرضية صالحة للقراءة نتوقع فيها أو نفترض جنس النص ونوعه والقضية المعالجة فيه.

II-             العرض: (ويتضمن مهارة الفهم والتحليل والمناقشة)

     ونبدأه بجرد مضامين النص انطلاقا من استخراج أفكاره الأساسية بعد تقسيمه إلى وحدات مع إعطاء عنوان لكل وحدة، ثم استخراج فكرته العامة أو القضية المعالجة في النص من أجل شرحها وتفسيرها ولم لا التعليق عليها. بعد ذلك نفكك عناصر النص من خلال صياغة الإشكالية المطروحة بعد استخراجها، وتحديد القضايا الجزئية المتفرعة عنها، كما نعمل على استخراج الحقول المعجمية الموظفة في النص ونستنتج ما نراه مناسبا، ونبحث في العلاقة بين هذه الحقول من تكامل أو تناقض.... بعد ذلك نبرز المرجعيات (الإطار المرجعي) أي الخلفية أو المجال المعرفي الذي استند عليه صاحب النص او أخذ منه معلوماته لمعالجة القضية المطروحة (مرجعية اجتماعية، نفسية، علمية، إسلامية، غربية...)، كما نستخرج خصائص النص الأسلوبية أي الطريقة التي عرض بها صاحب النص أفكاره بالوقوف على المنهج أو التصميم المعتمد (استقرائي من الخاص إلى العام، أو استنباطي من العام إلى الخاص...) علاوة على ذلك نبرز طبيعة الأساليب الحجاجية الإقناعية الموظفة في النص والكشف عن وظيفتها من قبيل التعريف، الوصف، السرد، المقارنة ، الاستشهاد ... كما نبرز نوعية الحجج الموظفة (دينية، تاريخية، واقعية، أدبية...) ونتطرق لمظاهر الاتساق والانسجام بين الجمل والفقرات، ونكشف نوعية اللغة المعتمدة هل هي مباشرة واضحة تقريرية علمية موضوعية أم ذاتية أم نقدية متخصصة هل هي بسيطة أم معقدة أم فلسفية، ونبرز بعض الوسائل التقنية أو اللغوية الإضافية كالخطاطات والقوسين والجمل الاعتراضية والأساليب كالشرط والنفي والتأكيد...

III-     خاتمة: ( وتتضمن مهارة التلخيص، والتركيب، والتعليق)

      ونعمل فيها على تلخيص نتائج التحليل بشكل موجز من حيث المضمون والشكل (الخصائص الأسلوبية والحجاجية العامة) كما نبرز مقصدية الكاتب، ومدى تمثيل النص للخطاب أو الجنس الذي ينتمي إليه ومن ثم نؤكد صحة الفرضية أو خطأها ونصدر حكمنا على النص بناء على دلائل علمية، أو نفتحه على إشكالية جديدة أو نبدي رأينا الشخصي في الموضوع. 

شارك هذا المنشور