منهجية تحليل نص نثري إبداعي- قصصي

منهجية تحليل نص نثري إبداعي- قصصي

     وتتطلب مهارة تحليل نصن نثري إبداعي كتابة موضوع إنشائي متكامل يراعي خطوات القراءة المنهجية (الملاحظة، الفهم، التحليل، التركيب، التقويم) والمواصفات الخاصة بتصميم موضوع إنشائي  (مقدمة، عرض، خاتمة) استنادا إلى توجيهات مساعدة. وذلك  بإتباع الخطوات المنهجية التالية:

I-                   مـقـدمة: (عبارة عن تأطير إشكالي يتضمن مهارة التقديم والملاحظة) .

        نؤطر فيها النص بوضعه في سياقه وذلك بالتعريف بنوع الجنس الذي يمثله النص ( جنس القصة)، وذلك بإبراز خصائصه وعوامل ظهوره عربيا، مع ذكر أهم رواده بما فيهم صاحب النص. كما ننطلق من بعض المؤشرات أو العتبات النصية( العنوان، الموضوع، صاحب النص، مصدره، شكله، بدايته ونهايته...) لبناء فرضية صالحة للقراءة نتوقع فيها أو نفترض جنس النص ونوعه والقضية المعالجة فيه. بعد ذلك نطرح مجموعة من الأسئلة الإشكالية التي سنجيب عنها في العرض من قبيل إلى أي حد يمثل هذا النص الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه؟ وما الخصائص الفنية والسردية والأسلوبية الموظفة فيه؟ وهل سينجح صاحب النص في تمثل خصائص القصة القصيرة من خلال النص؟

II-       الــعــرض: (ويتضمن مهارة الفهم والتحليل)

     ونبدأه بجرد مضامين النص انطلاقا من تلخيص المتن الحكائي، واستخراج أحداثه ووقائعه ووضعياته  الأساسية (البداية – الوسط /العقدة – النهاية /الحل)، مع الإشارة بشكل سريع إلى طريقة نقل الأحداث هل هي خطية متسلسلة أم دائرية أم تعتمد على الاسترجاع أم الاستباق ...ونختم هذه المرحلة بتحديد الرسالة أو الموقف الذي يراهن عليه صاحب النص من خلال القصة (الرهان).

     ننتقل بعد ذلك إلى جرد القوى الفاعلة وتصنيفها ( آدمية – غير آدمية) فيما يتعلق بالشخصيات نصنفها إلى رئيسية وثانوية مع الإشارة إلى صفاتها على مستوى البعد النفسي عاطفيا ووجدانيا وشعوريا (كآبة – حزن – فرح – نشوة – قلق – توتر- اضطراب – استقرار...)، وعلى مستوى البعد الاجتماعي (المهنة – المسكن – الملابس – الوضع الاجتماعي/ الفقر – الغنى...)، دون إغفال دلالة الشخصيات ورمزيتها الاجتماعية وربطها بالنموذج الذي تمثله في الواقع (اجتماعيا/ سياسيا/ ثقافيا/ إنسانيا...). بعده نربط علاقات بين الشخصيات وفق المقاربة العاملية ( المرسل/ الذات – المرسل إليه- الموضوع – المساعد – المعارض)، ثم علاقات التواصل – الرغبة – الحب- الكراهية – الصراع – المصلحة – العداوة ...

   على أن نحلل بعد ذلك الفضاء في القصة (الزمان والمكان). أما على مستوى الزمان فنتطرق إلى الزمن الفلكي ( النهار – الليل – الثامنة – الأمس- الصباح...)، ونحدد نوعه هل هو زمن واقعي أم متخيل، كما نشير إلى الزمن النحوي والصرفي من خلال تتبع الأفعال والألفاظ الدالة على الزمن مما سيساعدنا على رصد البنية الزمنية بشكل عام (الاستباق – الاسترجاع – الخطية). من ثم نحدد الزمن النفسي للشخصيات من قلق أو توتر أو ترقب... دون إغفال وظيفة الزمان ودلالته والأحداث التي جرت فيه.

     وأما على مستوى المكان فنقوم بجرد الأمكنة وتصنيفها (عام – خاص/ واقعي – متخيل) مع تحديد وظيفتها ودلالتها والأحداث المرتبطة بها.

    من هنا ننطلق مباشرة إلى رصد مظاهر السرد وتقنياته، وهنا نشير إلى السارد والرؤية السردية علاقته بالشخصيات من حيث المعرفة ( مع: السارد = الشخصيات – من خلف/ فوق: السارد < الشخصيات – من خارج: السارد > الشخصيات) حسب نوع الضمير الموظف في السرد. بعد ذلك نحدد طريقة نقل الأحداث هل هي خطية تعاقبية متسلسلة أم دائرية أم حلزونية أم تعتمد على الاسترجاع أم الاستباق...

ودائما في سياق تقنيات السرد نشير إلى الوصف ومدى اعتماد القصصي عليه، أي رصد الشخصيات الموصوفة و الأماكن والأزمنة تحديد وظيفة الوصف (جمالية، تقريب المتلقي، تشويق...). كما نشير إلى الحوار بأنواعه: الخارجي والداخلي، مع تحديد الأطراف المتحاورة وما وظيفة ذلك الحوار: التعريف بالشخصيات، إظهار الخوف، لإبراز الصراع، لإبداء التعاطف...

     بعدها ننتقل إلى مستوى اللغة والأسلوب في النص، أي تحديد طبيعة اللغة من حيث البساطة أو التعقيد، لغة عامية أم فصحى، لغة مباشرة أم رمزية إيحائية تخلق المتعة لدى القارئ وتجعله متأثرا. كما نشير إلى طبيعة الجمل كونها خبرية أو إنشائية.

III-    خــاتــمة: ( وتتضمن مهارة التلخيص، والتركيب، والتعليق).

     ونعمل فيها على تركيب نتائج التحليل بشكل موجز من حيث المضمون والشكل (التقنيات السردي والفنية والأسلوبية) كما نبرز مدى تمثيل النص لخصائص جنس القصة القصيرة الذي ينتمي إليه ومن ثم نؤكد صحة  فرضيات القراءة أو خطئها ونصدر حكمنا على النص بناء على ذلك أو نبدي رأينا الشخصي حوله.

 

 

ملاحظة:

             كل العناصر يجب أن تكون مشفوعة بأمثلة مناسبة من النص. 

شارك هذا المنشور