مؤلف الدكتور مصطفى ناصف (القراءة التوجيهية)

1-      تحديد جنس المؤلف (تعريف النقد الأدبي)     يندرج مؤلف "قراءة ثانية لشعرنا القديم" للدكتور مصطفي ناصف، إلى مجال النقد الأدبي، الذي يعد ممارسة فكرية وتقنية تأتي مباشرة بعد وجود النص الأدبي؛ أي دراسة النص الأدبي للمرة الثانية بعد كتابته في الأولى، بالاعتماد على مجموعة من الخطوات والإجراءات. وينقسم النقد إلى مجموعة من الأنواع، نذكر منها: b    النقد البنيوي: الذي يقوم على دراسة النص الأدبي في ذاته ولذاته، ويمثل هذا الاتجاه ثلة من النقاد: كمال أبو ديب، يمنى العيد... b    النقد النفسي/ النفساني: وهو النقد الذي يرمي إلى دراسة النصوص انطلاقا من حياة أصحابها، إذ يرى أصحاب هذا الاتجاه أن العوامل الذاتية والسير الشخصية للكاتب هي عوامل مساعدة في فهم المنتوج الأدبي. وقد مثل هذا الاتجاه كل من: عباس محمود العقاد، عبد القادر المازني، يوسف اليوسف، عز الدين اسماعيل، عبد الكبير الخطيبي... b    النقد الذي يدرس المنتوج الأدبي من زاوية صلته بالمجتمع والبيئة: وهو نقد يعتبر المجتمع والحيط مصدر الإبداع الأدبي وموضوعه، وينظر إلى الأديب وأدبه كمنتوجين للمجتمع. من أبرز رواده: طه حسين، محمد مندور، محمد برادة، نجيب العوفي، حميد الحميداني... 2-     التعريف بالمؤلف: مصطفى عبده ناصف: باحث ودارس وناقد عربي، ولد سنة 1922 بمحافظة الغربية بمصر، حصل على شهادة الإجازة قسم اللغة العربية والماجيستر في الآداب سنة 1948، ثم الدكتوراه في الآداب سنة 1952، عمل مدرسا، ثم رئيسا لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس سنة 1966، يعتبره الكثير من الدارسين من أفضل تلامذة طه حسين، ارتبط اسم مصطفى ناصف في دراسة الشعر الجاهلي ومجال النقد الأدبي المعاصر. حصل على العديد من الشواهد والأوسمة، له العديد المؤلفات نذكر منها: دراسة الأدب العربي، نظرية المعنى في النقد العربي، اللغة بين البلاغة والأسلوبية، طه حسين والتراث، قراءة ثانية لشعرنا القديم... 3- دلالة العنوان : يتكون عنوان النص من جملة اسمية تتكون من ست كلمات (قراءة/ ثانية/ لـ/ شعرنا/ القديم). قراءة: عملية ذهنية معقدة تقوم على تفكيك رموز تسمى "حروفا" لتكوين معنى والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك. وهي جزء من اللغة. ثانية: تفيد ظاهريا أنه كانت هناك قراءة أولى، وهذه القراءة جاءت متممة لها فاحتلت بذلك الرتبة الثانية، وقد يحمل لفظ ثانية هنا دلالات أخرى، من قبيل أن القراءة الأولى التي أنجزت للموضوع نفسه لم تف بالمقصود، أو قد تكون أغفلت مجموعة من الأمور، أو تكون نتائجها غير مطابقة لموضوعها، أو قد تكون أمور نظرية أو منهجية استوجبت هذه القراءة. لـ: حرف جر يفيد الاختصاص شعر: تذل هذه الكلمة على قطعية الجنس المدروس الذي هو الشعر، ولعل وصف الشعر بالقديم يحيل دون أدنى شك على الشعر الجاهلي. نا: يدل هذا الضمير على الجماعة التي أنجزته وتلقته ولا تزال تتلقاه (الشعراء، القراء، الأمة العربية) القديم: تدل هذه الكلمة على كل ما هو قديم؛ والمقصود به هنا هو الشعر العربي القديم. ===>> بناء على كل ما قلناه، يمكن القول إن هذا العنوان يحيل على قراءة نقدية منظمة ومنقحة ـ تنطلق من الدراسة التي سبقتها ـ للشعر العربي القديم.  4- قراءة في الغلاف: جاء عنوان الكتاب "قراءة ثانية لشعرنا القديم" في وسط إطار أبيض وبشكل بارز يلفت نظر القارئ إليه، عكس اسم المؤلف الذي بدا غير واضح في إشارة منه إلى أن عنوان الكتاب كفيل بجلب القارئ دون النظر إلى مؤلفه، كما نلحظ طغيان اللون الأزرق على الغلاف إلى جانب اعتماده بعض الرسومات والرموز الأسطورية، مما يفسر اهتمام المؤلف بالنقد الأسطوري.  5- قراءة كلمة ظهر الغلاف: يستعرض المؤلف في ظهر الغلاف الأطروحة المركزية التي انطلق منها، وهي سوء فهم النقاد العرب المحدثين للموروث الشعري العربي القديم وعدم التواصل معه بشكل جيد، الذي يعود في الأساس إلى وجود مجموعة من الحواجز النفسية والعقلية، التي تمنع من ربط الصلة به مجددا، وقد أرجعت الكلمة وجود هذه الحواجز وخطورتها إلى الظروف الاجتماعية التي تحيط بالقارئ أحيانا، أو بالدارسين الذين وصفهم بأنهم لا يحسنون القراءة. ويمكن تلخيص هذه الكلمة في الجدول الآتي: الأطروحة المركزية أنواع الحواجز أسبابها استراتيجية الناقد لتجاوز تلك الحواجز هناك الكثير من الحواجز القائمة بيننا وبين تراثنا حواجز نفسية حواجز عقلية الظروف الاجتماعية التي تحيط بالقارئ والدارسين قراءة الشعر العربي القديم بمحبة لكونها شرطا لازما للمعرفة 6- المقدمة والخاتمة: تقوم المقدمة على مفارقة، لسببين: b    فهي تعتبر أول مكتوب يواجهه المتلقي، وآخر ما يكتبه صاحبها. b    كما تتأرجح بين: ما يراد قوله = ما تم إنجازه، وما قيل = ما ينتظر إنجازه

يتضح من خلال مقدمة مؤلف "قراءة ثانية في شعرنا القديم" أن الناقد قد كتبها بعد انتهائه من إنجاز الكتاب: (وقد حاولت أن أدرس بعض جوانب هذه المسألة الشائكة < مسألة وجود حواجز بيننا وبين تراثنا القديم> في هذه الصحف)..

شارك هذا المنشور