المجزوءة: جمالية الفنون الأدبية مكون النصوص. المرجع: الرائد في اللغة العربية. الموضوع: قصيدة (إلى الشعر) الشاعرة: نازك الملائكة الفئة المستهدفة: الثانية باك، الشعب العلمية والتقنية والمهنية
التمهيد:
النص الأدبي أشكال متعددة تعكس صورة الانفعال بالواقع، وإعادة تشكيله في قالب فني جميل. فالخاصية الجمالية تنقل الشيء من المألوف إلى سياق لا مألوف، سياق مبهر ومتميز وهو الإبداع. وتختلف النصوص الأدبية حسب خصائصها من شعر وقصة ومسرح.
التأطير
الشعر مأخوذ من الشعور والإحساس، والشعر جنس أدبي معروفة
بلغته الشفافة الموحية، وإيقاعه المتميز المتناغم، وطاقته الخيالية.
على عتبات النص:
جاء النص على شكل
أسطر متفاوتة الطول والقصر وفق بينة الشعر العربي الحديث.
عنوان النص: العنوان
(إلى الشعر) جاء جارا ومجروا لمبتدأ محذوف، يمكن تقديره: رسالة إلى الشعر، أو سفر
إلى الشعر.
فرضية القراءة: على أساس العتبتين مع بداية النص، يبدو أن الشاعرة تعبر عن شغفها وعشقها للشعر.
الفـــهــــم
يمكن تقسيم النص إلى أربعة معانٍ: •تستهل الشاعرة قصيدتها بسردها مصادر الإلهام الشعري لديها، حيث تسافر عبر الزمن إلى معابد بابل وما فيها من أجواء روحانية تنفلت فيها الروح من قفص الجسد، حيث لا تسمع إلا صوت الشعر، هذا الصوت الذي يرجع إليها محمّلا بترنيمات الحاصدات في الحقول وقت الغروب، وهمسات الليل، وأصوات الطبيعة.
•تؤكد الشاعرة على زمان المساء والليل، باعتبارهما وقتا روحانيا يميزه السكون والاسترخاء، لتحلّق عبر الشعر في عوالم الخيال والأحلام، متفقدة ذوق الجمال.
•استنتاج الشاعرة أن صوت الشعر يسكن كينونتها، ويلون عالمها الجميل، ويتغلغل في أعماقها، إنه صوت لا تسمعه إلا هي.
فالقصيدة تجربة سافرت فيها الشاعرة إلى عوالم الجمال، عبر صوت الشعر المنبعث من الطبيعة والحضارة وزمن المساء، هذا الزمان الذي يمثل لحظة اشتعال وجداني، وبداية مخاض شعري.
معجم النص:
يتشكل معجم النص من وحدات الطبيعة، متعالقة مع الإيقاعات الصوتية، فمن الطبيعة: (الفلوات، السنابل، الليل، المساء، الضفادع، الضياء، الغروب..) ومن الأصوات: (صوت، رتيب، ضجيج، صدى، يغنين، عذوبة..) والعلاقة بين الحقلين علاقة تأثير، حيث إن الطبيعة بتلويناتها المختلفة تشكل صوت الشعر لدى الشاعرة.
الإيقاع:
تمردت القصيدة على الشكل التقليدي حيث اقتصرت على تكرار وحدة موسيقية مأخوذة البحر المتدارك هي تفعليلة (فاعلن) مع ما يتخللها أحيانا من تغييرات. كشف تقطيع السطر الأول عن التفعيلات: (فاعلن فاعلن فعلن فاعلن فاعلن) وتتوالى أحرف مختلفة على الروي كالنون والباء دلالة على تنوع مصادر الإلهام الشعري للشاعرة. كما تميزت القصيدة بمجموعة من الأصوات التي تتكرر، كتكرار المواد المعجمية بألفاظها أو مشتقاتها أو مرافاتها (صدى-صوت-المساء-الليل-السهر-الوسنان-النعسان..) وتكرار اللازمة: (ذلك الصوت صوتك سوف يؤوب) وهي أصوات تناغمت فيما بينها وفق تذبذبات موحية.
الصورة الشعرية:
تقوم الصورة الشعرية في القصيدة على تشخيص الطبيعة وبث الحياة فيها، عبر آلية الاستعارة، حتى إننا لنحس صوت الشعر كائنا حيا، وروحا لطيفة مثقلة بأدوات الإدراك البشرية، فقد جعلت هذا الصوت يسهر كالإنسان، والضياء يغفو، وجعلت المتاعب تلجأ إلى الأحلام، والطموح ينام، كل ذلك على سبيل الانزياح، وخرق المألوف لرسم صورة مفادها ولادة الشعر بين كل تلك المعاني.
الأساليب: هيمن على النص الأسلوب الخبري، الذي أدى وظيفة التعبير عن علاقة الشاعرة بالشعر. كما أن القصيدة فضاء رحب للأفعال بما تحمله من الحركية والتجدد (سيؤوب، يغنين، سأسمع، يغفو الضياء..)التركيب:
بناءً على ما سبق نخلص إلى كون الشاعرة نازك الملائكة قد عبرت عن علاقتها بالشعر، وكشفت عن مصادر إلهامها، وقد كان قصدها إظهار جمالية الشعر ومكانته، وبيان دوره في بناء الإنسان و تحقيق انسجامه مع نفسه ومحيطه. وقد استعانت بإيقاع موسيقي حرّ تمثل في تكرار تفعيلة البحر المتدارك، وخلق صور خيالية من خلال لغة انزياحية تتجاوز العلاقات المألوفة للمعجم
0 الرد على "المجزوءة: جمالية الفنون الأدبية مكون النصوص. المرجع: الرائد في اللغة العربية. الموضوع: قصيدة (إلى الشعر) الشاعرة: نازك الملائكة الفئة المستهدفة: الثانية باك، الشعب العلمية والتقنية والمهنية "
إرسال تعليق