-->

المكون: النصوص المجزوءة: 1. من الدورة الثانية بنية النص النثري القديم ووظيفته الموضوع: نموذج من أدب المناظرة " المفاضلة بين العرب والعجم " أبو حيان التوحيدي




ـ  تعريف المناظرة: المناظرة شكل من أشكال الحجاج، تقوم على أساس تحاور طرفين أو أكثر حول موضوع مختلف فيه، علي أن يقدم كل من الطرفين الحجج والأسانيد التي تؤيد رأيه في هذا الموضوع. وهذا في ظل إطار قواعد تحكم المناقشة بين الطرفين. ظهرت إبان العصر العباسي نتيجة الصراع الثقافي والفكري والقيمي بين الجماعة المسلمة وغيرها من الجماعات الأخرى.  وتتسم المناظرة بالخصائص التالية:
ـ وجود " دعوى" أو موضوع مختلف فيه يسمى " ادعاء"
ـ وجود طرفين متحاورين: الأول يسمى " المدعي" أو " العارض" والثاني " المعترض"

- أن يكون المتناظران متقاربين في المعرفة والمكانة، حتى لا يستعظم أحدهما
ـ الالتزام بأخلاقيات معينة في الحوار أساسها: التعاون، وعدم احتقار الخصم، والسعي إلى إظهار الحق
ـ اعتماد كل من المدعي والمعترض على حجج وشواهد مقبولة أثناء التناظر
وقد مثلها مجموعة من الرواد لعل أبرزهم الجاحظ، حسن البصري، ...ويعتبر أبو حيان التوحيدي من أبرزهم وهو صاحب النص. فهو أديب عباسي غزير الثقافة له مجموعة من المؤلفات

ـ التعريف بصاحب النص: ومناسبة النص  ( انظر الكتاب المدرسي ص 194) 

الملاحظة:

قراءة في العنوان:
  يتكون العنوان من الناحية التركيبية من جملة من المركبات الاسمية والحرفية.ويبدو أن المركب الاسمي الأول " المفاضة" هو الذي يشكل بؤرة العنوان. وهو مركب اسمي من جذر " فَضُلَ" الذي يعني في اللغة التميز، الأفضل، والأحسن، والأجود. وقد جاء على وزن مفاعلة وهو وزن يفيد المشاركة والموازنة بين معطيين أو مظهرين. وقد جاء في العنوان الموازنة بين مظهرين حضريين " العرب" و " العجم" وهي الموازنة والمقارنة والمفاضلة بين الحضارة العربية وغيرها من الحضارات الأخرى. بمعنى أوضح أن العنوان يعكس ذلك الصراع المحتدم بين العرب وغيرهم من الأمم الأخرى .

الفهم:

يدور موضوع المناظرة حول ظاهرة عرفها الفكر العربي الكلاسيكي بدءا من الدولة الأموية، ألا وهي ظاهرة المفاضلة بين العرب والعجم التي سيحتد لهيبها مع العصر العباسي خصوصا وأن الدولة العباسية أعجمية خرسانية. وافتتح النص بطرح مجموعة من الإشكالات لعل أبرزها إشكال المفاضلة بين العرب وغيرها من الأمم. وقد طرح سؤال المفاضلة من قبل الوزير ابن سعدان على التوحيدي المفكر العربي غير أن الكاتب لم يقدم إجابة ذاتية مباشرة، بل عمد إلى استحضار مناظرة فكرية قديمة بين بعض أشراف العرب وابن المقفع أحد المحسوبين على الفرس والتي أفضى فيها الجدال إلى إبراز ابن المقفع الفارسي لأفضلية العنصر العربي على غيره من العناصر . وبذلك يكون جواب التوحيدي على سؤال ابن سعدان مستمدا من موقف مفكر لا احد يشك في ولائه للعنصر الفارسي.


اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "المكون: النصوص المجزوءة: 1. من الدورة الثانية بنية النص النثري القديم ووظيفته الموضوع: نموذج من أدب المناظرة " المفاضلة بين العرب والعجم " أبو حيان التوحيدي"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات