النمور في اليوم العاشر (مجزوءة الحكي)
تأطير النص:
ـ الوصف شكل
من أشكال الخطاب، وهو وسيلة تعبيرية تتخذ من الشخوص والأمكنة والأشياء والحالات و
المواقف موضوعا لها.
ـ الحوار شكل من أشكال التواصل، يتبادل فيه الكلام شخصان أو أكثر، ويعتبر الحوار
من أهم أساليب التعبير والأداء. فهو وسيلة لعرض الأحداث الخارجية، والكشف عن
المشاعر الداخلية، ونمط الحوار حاضر في كل الأجناس الأدبية "القصة، الحكاية
الرواية ، المناظرة، الحكاية ... و لكننا نجده بشكل كبير في الفن المسرحي خاصة.
ويستلزم وجود كل حوار العناصر التالية:
ـ موضوع الحوار
ـ الأطراف المتحاورة
ـ مناسبة الحوار
ـ والحوار نوعان:
الحوار المباشر/ الخارجي: ويكون بين شخصين أو أكثر
الحوار الداخلي: " المونولوغ" وهو هذا الكلام الذي تخاطب به الشخصية
نفسها فيكون منها وإليها، ويساهم الحوار الداخلي في الكشف عن هموم الشخصية،
أسرارها، أفكارها، وتأملاتها.
ـ النص عبارة عن نص حكائي يندرج ضمن ما يسمى بنمط الحوار، وهو للكاتب والقاص
السوري، زكرياء تامر مزداد بدمشق سنة 1931، له عدة مؤلفات منها: صهيل الجواد
الأبيض ودمشق الحرائق، ... والنمور في اليوم العاشر التي أخذ منها هذا النص.
ملاحظة النص:
دلالة
العنوان: "النمور " جمع
نمر وهو حيوان مفترس، يعيش في الغابة، ويرمز إلى القوة ويبعث على الخوف والهلع.
في اليوم العاشر: إشارة زمنية، تشير غلى المدة التي قضاها النمر في القفص تحت
الترويض وهي نقطة التحول في أحداث النص.
2 ـ الكشف عن الدلالة الرمزية
لأحداث النص، حيث إن المقصود هو بيان الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن في
المدينة
فرضية القراءة: من خلال المؤشرات
السابقة، نفترض أن النص حكائي قصصي يغلب عليه نمط الحوار يتناول وضعية المواطن
البسيط في مجتمع المدينة.
فهم النص:
ـ الدوافع والأسباب التي أدت بالنمر
إلى حالة الغضب هي ابتعاده عن الغابة وحبسه في القفص وتحلق الناس حوله.
ـ تجويع النمر من أجل جعله ممتثلا للأوامر.
ـ لا أحد يأمر النمور ـ لن أكون عبدا لأحد ـ لا أريد طعامك.
ـ تجويع النمر جعله يسقط في فخ المروض.
ـ امتثال النمر لأوامر المروض حيث جعله يقلد أصوات بعض الحيوان.
ـ اليوم الرابع: طلب منه المروض تقليد مواء القطط.
ـ اليوم السادس: تقليد نهيق الحمار، إرغامه على أكل الحشائش
ـ في اليوم العاشر يطلعنا الكاتب على ما آلت إليه الأحداث فالنمر في الحقيقة ليس
سوى مواطن مقهور يتعرض للتجويع والحرمان من أجل سلب عناصر قوته، وتتحول المدينة إلى
غابة ويتسلط فيها القوي على الضعيف.
تحليل النص:
1ـ عناصر الحوار:
أ ـ موضوع الحوار: وضعية الإنسان البسيط في مجتمع المدينة من خلال
الحوار بين المرض والنمر.
ب ـ الأطراف المتحاورة:
النمر: كان في البداية
شرسا، قويا، متعجرفا، فخورا بنفسه عنيدا، لكنه استسلم بالتدريج لأوامر المروض
فأصبح ضعيفا مذلولا ومقهورا ...
المروض: سلطوي، ذكي، ماكر،
صارم استطاع إخضاع النمر لأوامره، وذلك باستغلال نقطة ضعفه، أي معدته. = إذا كان
النمر يرمز إلى المواطن البسيط الضعيف أسير لقمة العيش، فإن المروض يمثل الإنسان
القوي الذي يملك المال والسلطة.
ج ـ مناسبة الحوار: علاقة القوي بالضعيف
2 ـ أنواع الحوار:
ففي النص نجد نوعين من الحوار:
الحوار الخارجي/ المباشر: وهو الحوار الذي دار بين المروض من جهة والنمر من
جهة أخرى وقد وظف الحوار المباشر في النص للكشف عن الصراع بين طرفين: من يملك
الطعام ومن لا يملكه.
الحوار الداخلي/ المونولوغ: وهو
هذا الكلام الذي كان يخاطب به النمر نفسه، ويكشف الحوار الداخلي معاناة النمر
وتأزم نفسيته بسبب اضطراره الخضوع لإملاءات المروض في سبيل الحصول على ما يقتات
به.
3 ـ لغة النص:
إن لغة النص لغة إيحائية رمزية:
النمر = المواطن البسيط
المروض = المستغل من يملك السلطة والمال
القفص:
المدينة
التركيب:
بناء على ما سبق نستنتج أن للكاتب اعتمد على قصته النمر والمروض ليصور لنا علاقة
الضعيف/ المواطن البسيط مع / القوي الذي يملك المال في مجتمع المدينة، حيث يتعرض
لشتى أنواع القهر والإذلال من أجل الحصول على لقمة العيش.
0 الرد على " النمور في اليوم العاشر (مجزوءة الحكي)"
إرسال تعليق