-->

علوم اللغة : الحقيقة والمجاز . (الجذع المشترك)


علوم اللغة  : الحقيقة والمجاز .



أمثلة الانطلاق :

المجموعة الأولى

 

1.    قال المتنبي :

فَلَمْ أَرَ قَبْلِي مَنْ مَشَى الْبَحْرُ نَحْوَهُ ... وَلاَ رَجُلاً قَامَتْ تُعَانِقُهُ الأُسْدُ

2.    وقال ابن العميد :

         قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس

المجموعة الثانية :

 

3.      قال الله تعالى : [ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ](يوسف 82)

4.      وقال تعالى : [ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ] (آل عمران 107)

5.      وقال تعالى  : [  يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ] (البقرة 19)

6.    لا تكن أذنا تتقبل كل وشاية .

7.    وقال تعالى  : [ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ] (الزمر 30)

 

 

8.    رعت الماشية الغيث .

 

9.    أمطرت السماء نباتا .

 

الملاحظة والتحليل (1) :

إذا لا حظنا أمثلة المجموعة الأولى نجد أن الشاعر في المثال (1) استعمل كلمتي : البحر والأسد في غير معناهما الأصلي .

فكلمة البحر في اللغة تطلق على التجمع الكبير للمياه المالحة، والشاعر لا يريد بها هذا المعنى، وإنما يريد بها : الرجل الكريم .

وكذلك كلمة الأسد تطلق على الحيوان المفترس المعروف، ولكن الشاعر أرادبها معنى آخر ؛ وهو : الرجل الشجاع .

وإذا تأملنا مرة أخرى في الكلمتين نجد أن المانع من إرادة المعنى الحقيقة منها هو وجود ما يطلق عليه علماء البلاغة القرينة . فالمانع من إطلاق كلمة البحر على معناها الحقيقي هو وجود قرية : مشى البحر . لأن البحر لا يمشي . والمانع من إرادة الأسد في معناها الحقيقي، هو وجود قرينة : تعانقه الأسد، لأن الأسد لا تعانق.

وهذا الاستعمال للكلمة في معناها غير الأصلي هو ما يسميه علماء البيان : المجاز .

استنتاج (1)  

-       الحقيقة هي : استعمال اللفظ في ما وضع له في اصطلاح التخاطب .

-      المجاز هو : اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب لعلاقة : مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


.

 

 

 

الملاحظة والتحليل(2):

 

إذا تأملنا مرة أخرة المثال (1) نجد أن العلاقة الرابطة بين كلمة البحر والممدوح هي علاقة المشابهة، في الجود والعطاء، وأن الجامع أيضا بين كلمة الأسد والممدوح هو علاقة المشابهة أيضا .

والأمر نفسه في المثال (2) ، حيث استعمل الشاعر كلمة الشمس الأولى ولا يريد به الشمس الحقيقية، وإنما أرادبها معنى مجازيا، أي : المرأة الجميلة والنيرة . والعلاقة  : المشابهة .

فهذا النوع من المجاز المقيدة بالمشابهة يسمى استعارة .

 

وإذا تأملنا أمثلة المجموعة الثانية، نجد أنه وردت كلمات مجازية استعملت في غير معناها الأصلي، في المثال (3) كلمة القرية مجاز، حقيقتها : أهل القرية، لأن القرية لا تسأل بل يسأل الحالون فيها ، والعلاقة : المحلية .

وفي المثال (4) وردت كلمة رحمة الله، وحقيقتها الجنة، لأن أهل الجنة لا يسكنون رحمة الله بل يسكنون في مكان تحل فيه رحمة الله وهو : الجنة، فالعلاقة : الحالية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استنتاج (2)  : 

 

 

المجاز : هو اللفظ السمتعمل في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب لعلاقةٍ مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الوضعي.

فاذا كانت العلاقة (المشابهة) فالمجاز (استعارة) ، وإلا فهو (مجاز مرسل) ، وله علاقات كثيرة – أهمها :

(1)   السببية – وهي : كون الشيء المنقول عنه سبباً، ومؤثراً في غيره،ن لفظية .

(2)   والمسببية - هي أن يكون المنقولُ عنه مسبباً، وأثراً لشيء آخر وذلك فيما إذا ذكر لفظ المسبب.

(3)   والكلية - هي كون الشيء متضمناً للمقصود ولغيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ الكل، وأريد منه الجزء .

(4)   والجزئية - هي كون المذكور ضمن شيء آخر، وذلك فيما إذا ذكر لفظ الجزء، وأريد منه الكل.

(5)   واعتبار ما كان - هو النظر إلى الماضي: أي تسمية الشيء باسم ما كان عليه .

(6)   واعتبار ما يكون - هو النظر إلى المستقبل، وذلك فيما إذا أطلق اسم الشيء على ما يؤول إليه.

(7)   والحاليّة - هي كون الشيء حالا في غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ الحال، وأريد المحل لما بينهما من الملازمة.

(8)   والمحلية - هي كون الشيء يحلُّ فيه غيره، وذلك فيما إذا ذكر لفظ المحل، واريد به الحال فيه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "علوم اللغة : الحقيقة والمجاز . (الجذع المشترك)"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات