البنية الزمانية و البنية المكانية في مؤلف المباءة
- البنية:
5-1- البنية الزمانية:
لا تتبع الرواية في السرد نسق الترتيب الطبيعي للأحداث
كما يُفترض أنها وقعت بالفعل، لذا يمكننا أن نميز فيها بين زمنين:
- زمن السرد: وترتيب الأحداث فيه كالآتي: المقبرة
والضريح – السجن – المقبرة والضريح
- زمن القصة: وترتيب الأحداث فيه كالآتي: السجن –
المقبرة والضريح
وكما هو ملاحظ فإن السرد في الرواية قائم على مفارقة
زمنية تتمثل في الاستباق. وبالإضافة إلى هذا نجد حضورا للاسترجاع في بعض مفاصل
الرواية، إضافة إلى تقنية التسريع الزمني المتمثلة في النص الروائي من خلال شخصية
منير التي كان بناؤها وتحولها شديد السرعة.
5-2- البنية المكانية:
تزخر رواية المباءة بالأمكنة المتعددة، وهذا ما يجعل فضاءها
متنوعا على المستويين الفني والدلالي:
- الضريح والمقبرة: مكان الانعزال التام عن الواقع. إنه عالم
الموتى والمهمشين والمرضى (والمخبولين) أو المهوسين بمشاكل الواقع، لكنه، إلى جانب
ذلك أيضا، مجال للاحتيال على البسطاء.
- السجن: عالم فقدان الحرية والمتناقضات: الإجرام إلى جانب
السياسة والثقافة، وحماية المجتمع إلى جانب ظلم خيرة أفراده.
- المدينة: هي أصل الدواء وموطن الوباء. إنها الرمز المصغر
لمجتمع فقد صوابه لكثرة ما فيه من فساد مستعص على العلاج (لذلك كان قاسم يعتبر أن سكان
فاس كلهم مجانين وهو العاقل الوحيد، وإلا فلماذا لم يصبه الوباء؟)
6- الأسلوب:
وأهم التقنيات الأسلوبية الحاضرة في النص الروائي:
- توظيف اللغة الشعرية: إن استخدام اللغة الشعرية في رواية المباءة يعزز الطابع المونولوجي، أي خاصية التمركز الذاتي حول بطل محوري في الرواية وهو قاسم الورداني، ويقلل في الوقت ذاته من تأثير المظهر الحواري الذي وجدناه في القسم الثاني. تتجلى اللغة الشعرية في الرواية في شكل حوار يقيمه قاسم مع نفسه في القسم الأول والثالث، ويتناول موضوعا ثابت الحضور يتعلق بالكتابة والنقش على رخام شاهدات القبور لكنه رامز على الدوام لمحاولة كشف المستور والجهر بما لم يعلن: (لاتنس [أيها الحرف] أن تحرك الساكن وتفتح المغلق وتبدأ مما لم يبدأ وتقول مالم يقل وتروض لحظة الدهشة...).
اللغة الشعرية، في الرواية، هي إشادة ضمنية بدور الكتابة،
أي بالحكاية التي يحكيها قاسم الورداني، والسارد الذي كان إلى حد كبير متواطئا معه،
كما أنها تقوم في الرواية بدور الإقناع ببلاغة العبارة: (…كتابي مفتوح لا يبلله المطر،
ولاتبهت كلماته حرارة الشمس… كتاب مفتوح تحت ضوء قمرالليالي، وهم يموتون الواحد بعد
الآخر وكتابي لايموت).
- التهجين اللغوي: استعمال اللغة العربية والدارجة
المغربية.
- الحذف: مثلا عدم الإشارة إلى الكيفية التي عاد بها
قاسم من الرباط إلى فاس.
- الحوار بنوعيه: الأحادي والثنائي.
0 الرد على "البنية الزمانية و البنية المكانية في مؤلف المباءة"
إرسال تعليق