-->

الشعر العمودي . درس النصوص : الوصف – النموذج الأول : مرحى بوجهك ، . الفئة المستهدفة : جذع مشترك أدب .



تعريف الوصف :

 الوصف إنما هو ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات، ولما كان أكثر وصف الشعراء إنما يقع على الأشياء المركبة من ضروب المعاني، كان أحسنهم وصفاً من أتى في شعره بأكثر المعاني التي الموصوف مركب منها، ثم بأظهرها فيه وأولاها، حتى يحكيه بشعره، ويمثله للحس بنعته.

الوصف في الشعر الجاهلي :

لقد أحاط الشاعر الجاهلي في أوصافه بجميع ظواهر البيئة التي كان يعيش فيها، فوصف الطبيعة الحية والصامتة والساكنة والمتحركة فصور الصحراء وما فيها من جماد وحيوان وما يعتريها من رياح وسحب وأمطار وظواهر المناخ المختلفة، وغير ذلك بحيث يمكن القول معه بأن الشاعر الجاهلي قد صور البيئة العربية تصويرًا عامًّا استوعب فيه جميع ظواهر الحياة في ذلك العصر .

نموذج في الوصف الشعري :

فمثلًا في وصف الصحراء وما بها، يقول عميرة بن جمل :

قــــفار مروراة يحار بها القـــــطا ... يظل بها السبعــان يعتركــان

  يثيـــران من نسج التـــراب عليهما ... قميصين أسماطًا ويرتديــان

  وبالشرف الأعلى وحوش كأنها ... على جانب الأرجاء عوذ هجان

وهنا يبدأ الشاعر قصيدته كما كانت عادة الشعراء بالحديث عن ديار الحبيبة التي تركها، فيصف المكان الذي كانت تسكنه، وما أصبح عليه بعد أن تركه أهلها، وصار قطعة من الصحراء المقفرة المهجورة، فلم يبق به إلا آثار متهدمة وبقايا أطلال عفت وتهدمت أو طمرت، وقليل من الأحطاب فرقتها الريح والأمطار في كل مكان، وامتلأ هذا الوطن بالرهبة والفزع .

ملاحظة النص :

العنوان :   

                  تركيبيا : مركب فعلي ( " مرحى " : مبتدأ، " بوجهك " : شبه جملة

مرحى بوجهك                 في محل رفع خبر .

                        دلاليا : يشير العنوان إلى إعجاب الشاعر بقدوم وجه جميل.

صاحب النص : ( محمد الحلوي) :

محمد الحلوي شاعر مغربي ولد بفاس سنة 1922 ، ونشأ في أسرة محافظة، التحق بالقرويين وحصل منها على شهادة العالمية سنة 1948، حيث عين للتدريس بها .

يتميز بمحافظته على الشكل التقليدي للقصيدة العربية مع ميل إلى التجديد خاصة في الموضوعات .

فرضية القراءة : ربما النص سيتحدث عن إعجاب الشاعر وفرحه بقدوم شخص .

فكرة النص : وصف الشاعر لتبدل حال الطبيعة بحلول فصل الشتاء.

وحدات النص الدلالية :

  من البيت 1  إلى   6 : وصف التغيرات والتقلبات التي حلت بالطبيعة بحلول فصل الشتاء .

  من البيت 7   إلى  13 : انطباعات الشاعر حيال فصل الشتاء وتأثير قساوته على الطبيعة . 

من البيت 14  إلى 18:  ذكر الشاعر للمعاناة التي تقاسيها طفلة متشردة في شوارع المدينة جراء البرد الشديد .

أولا : عناصر بناء النص

1)    الحقول الدلالية :   حقل الاحتفاء وحقل الانقباض .

حقل الاحتفاء بالشتاء

حقل الانقباض من فصل الشتاء

تذرف في سخاء – هذي الرياض فأين وشي زهورها _فرحة طير بها – أين الفراش معربدا في نشوة – أين الأراجيح ....

غاضت سمائي – وتناثرت أوراق روضي – خلعت يد الأنواء عنه رواءه – والطير كالتمتام ....

 

التعليق : يتوزع النص إلى حقلين دلالين (حقل الابتهاج / حقل الانقباض) ويدل وجود هذين الحقلين على أن الشاعر حاول جاهدا تصوير الطبيعة في فصل الشتاء في أحوالها المتناقضة : الربيع والرياض والبرد القارس والجو الصحو والمطر الشديد ...

1)    تحديد الموصوفات وصفاتها في النص :

 

البيت

الموصوف

الأوصاف

1.      

2.      

3.      

4.      

5.      

6.      

7.      

8.      

9.      

10.                       ي

11.                        

الجو

الطبيعة

السحب

الريح

الربى

الرياض

الخمائل

الفراش 

 

السماء

روضي

الطير

داكن يبعث على الكآبة

ترتدي ملابس الحزن في تجهم

 تنزل غيثها بكثرة كالدموع المنهمرة

هبوب ريح المطر مع صوت شديد

التلال المرتفعة في استعداد للمطر

بعد مخضرة وزكية غابت عنها بهجتها وذهبت

التي كانت ملتفة ومورقة والطيور تغني فوقها

المروج الخضراء أضحت حصيدا

 

ملبدة بغيوم بعد صحو الجو

تساقط أوراقه وانتهاء بهجته

حزنة ومتأسفة على تقلب الجو

 

2)    الحواس الخمس ووظيفتها في بناء النص :

الوحدة

الحاسة

الوظيفة الوصفية

1-3 – 5 -6 –

2

3

14 

العين

..

الأذن

الأنف / الشم

الذوق

الجو داكن- الطبيعة في حداد - وشي الرياض وزهورها ..

صوت الريح

عبير الرياض والزهور

اجترار مصائب شديدة كمرارة العلقم

ثانيا : لغة النص وبلاغته

 

1)    الصورة الفنية :

 

الصورة الفنية

دلالة الصورة الفنية

 

 

التشبيه :

1 – 10 – 14 –

 

 

الاستعارة :

3 – 5 – 11 -

 

تشبيه الطبيعة قبل نزول الغيث بالحداد على الميت حزنا

تشبيه الطير في صمته واندهاشه بالأخرس

تشبيه الطفلة المتشردة بإنسان يتجرع العلقم

 

 

استعارة الوشي (نقش الثياب ) لحسن الرياض وجمالها، استعارة ذكر فيها المشبه به ( الوشي ) وحذف المشبه ( جمال الزهور) .

اطلاق لفظ ( الفراش) على الطبيعة على وجه المجاز لحسنها واستوائها وجمال منظرها، مجاز علاقته المشابهة، حذف المشبه ( الموج الخضراء) وذكر المشبه .

 

 

 

2)    الأساليب البلاغية

الأسلوب البلاغي

دلالة الأسلوب

 

 

الاستفهام :

2- 4 – 5 – 6 –

 

 

 

استفهام يراد به التعجب من ذهاب جمال الطبيعة ، وزوال حسنها ومناظرها  أثرا بعد عين، بسبب تقلب الجو في فصل الشتاء .

3)    هيمنة الجمل الاسمية

الجمل الاسمية

دلالتها

الجو أدكن – الطبيعة ترتدي – السحب تذرف – الريح تزأر – الربى في مأتم – هذي الرياض – أين الخمائل ..- والطير كالتمتام – مرحى بوجهك – الخير يقطر في نداك- البشر يكمن خلف وجهك – وعلى الرصيف ..

هيمنة الجمل الاسمية في النص يدل على تعدد الموصوفات واستمرار جو الشتاء وشدة تأثيره على الطبيعة والإنسان . 

ثالثا : مقاصد النص وأبعاده :

 يسعى الشاعر في هذه القصيدة إلى وصف الطبيعة في فصل الشتاء بتقلباتها الجوية،  حيث راعى الشاعر الخصائص الفنية والجمالية لشعر الوصف، كما يلي :

-         اختيار أهم العناصر التي تميز الموصوف ( الطبيعة في فصل الشتاء ) : تقلب جو  الطبيعة- تبدل الرياض الموشية المروج الخضراء بعد نزول أمطار الشتاء – تلبد السماء بالغيوم – تناثر أوراق الأشجار بنزول الأمطار – قساوة برد الشتاء وتأثيره على الطبيعة والإنسان .

-         اعتماد الخيال في التصوير والوصف وتوظيف الصورة الفنية لتقديم صورة الموصوف ( تشبيه الطبيعة في تقلب حالها بثوب الحداد الذي تلبسه النساء حزنا وتجهما – تخيل إنزال السحب للأمطار بصورة انهمار الدموع من العيون – تصوير الطير في صمته واندهاشه بتغير جمال الطبيعة إلى حزن بصورة التمتام الأخرس الذي لا يستطيع الإفصاح والكلام – ...) .

كما يحمل النص رسالة اجتماعية : تتمثل في نقل صورة قاسية ومؤلمة لطفلة متشردة تتسكع في شوارع المدينة وتتوسد تُرْبها، تحت زمهرير الشتاء القارس دون رحمة ولا شفقة .

-          تركيب وتقويم يستجمع كل القضايا التحيلية .



اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على " الشعر العمودي . درس النصوص : الوصف – النموذج الأول : مرحى بوجهك ، . الفئة المستهدفة : جذع مشترك أدب ."

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات